إليك أهم 9 أهداف مشروع نيوم السعودية في رؤية 2030
تتطلع المملكة العربية السعودية دومًا إلى تحقيق رؤية 2030 وتعزيز اقتصادها المعرفي عبر الابتكار والاستثمار في المستقبل، وأحد المشاريع الرائدة التي تعكس هذه الرؤية هو مشروع “نيوم”، حيث يُعد مشروع نيوم خطوة استراتيجية بارزة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المملكة على الخريطة العالمية في الاقتصاد والابتكار.
ما هو مشروع نيوم
جدول المحتويات
دعونا نكشف أولاً عن مغزى كلمة “نيوم”، إنّها تعبّر عن “المستقبل الجديد” بلغة لاتينية الأصل، فتطلق مدينة “نيوم” آمالها في الارتقاء بأوضاعها، إنّها بُنية لا تقتصر على جوانب المستقبلية فحسب، بل تُشكّل جزءً من إستراتيجية تنمية السلام الداخلي والخارجي لسكّانها.
حيث يشتهر مشروع نيوم بالعديد من المزايا لعل أهمها الموقع المتميز فهو يقع شمال غرب المملكة، مما يساعد على تنويع اقتصاد المملكة.
- يجمع المشروع بين العقول المبتكرة وأفضل الشركات لتحقيق ابتكارات جديدة.
- تميز المشروع بفرص اقتصادية كبيرة وتغيير في نمط الحياة وقدرة تنافسية تميزه عن باقي المدن العالمية الكبيرة.
- تصل قيمة الاستثمار في نيوم إلى حوالي 500 مليار دولار أمريكي.
- يوفر المشروع فرصًا للاستثمار في عدة مشاريع، مثل مشروع الموارد الطبيعية.
- توفر منطقة نيوم الفرص الاقتصادية وسبل العيش للمقيمين، سواء كانوا سعوديين أو وافدين.
كل هذه المزايا جعلت الكثير يتنبؤون بمكانة رمزية في المزج الثقافي والتجمع الحضاري، إذ يشكّلون مجتمعًا شاملاً من مختلف الثقافات والمعتقدات نحو هدف مشترك: تغيير العالم بالعمل المشترك، هل يمكنك تصوّر معنا كيف ستكون هذه المدينة؟ وماذا عن بيئة العمل في داخلها؟ إنّ هذا المشروع الحضاري لنيوم يُعكس طموحًا جديدًا، فلنكتشف سويًا موقعه ودوره البارز في العملية، ولماذا تم اختيار موقعه بهذه المنطقة، وأهمية المعلومات المرتبطة به.
شاهد أيضًا: تعرف على أضخم مشروع في السعودية
أهداف مشروع نيوم المستقبلية في 2030
طموح مشروع نيوم يتمثل في استكشاف المجهول والوصول إلى المجد الذي لم تصل إليه أيدي من قبل، حيث يتضمن هذا المشروع مجموعة من الأهداف التي تجعله واحدًا من أبرز المشاريع الريادية في المملكة العربية السعودية والمتمثلة في الآتي:
1- التطوير والابتكار
يعطي مشروع نيوم مساحة جيدة للعلماء على قياس إداء التقنيات الجديدة التي يستخدمها الغرب في صناعتهم بصفة أساسية مثل:
- تقنيات الذكاء الاصطناعي AI
- الروبوتات
- المركبات ذاتية القيادة
- السيارات الكهربائية صديقة البيئة وغيرها من التقنيات الأخرى.
لذا، يلعب مشروع نيوم دورًا حيويًا في تطوير الجانب التكنولوجي والتقنيات الحديثة في المملكة العربية السعودية، حيث تعد شركة “تونومس” لتكنولوجيا القطاع الرقمي والتقني من أولى الشركات المستثمرة التي تعمل على استخدام تلك التقنيات والتطوير من كفائتها.
2- استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم
من المؤكد أن يساهم مشروع نيوم في زيادة نسبة السياحة في السعودية واعتمادها على أكثر من نوع بجانب سياحتها الدينية، حيث يوجد في مشروع نيوم مجموعة واسعة من المنتجعات والمناطق الترفيهية والمواقع التاريخية، التي تستطيع أن تجذب السياح إليها من كافة أنحاب العالم.
3- الصناعات المختلفة
يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية على النفط بشكل أساسي، وهذا من المراد تطويره وتغيّره في أهداف نيوم، حيث يهدف المشروع على إدخال المملكة العربية السعودية في العديد من الصناعات المختلفة مثل السياحة والترفيه والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
كما يتوقع أن يساهم المشروع في تنويع مصادر الدخل وتعزيز النمو الاقتصادي لأكثر من 100 مليار دولار سنويًا.
4- مركزًا للخدمات اللوجستية
من المتوقع أن يكون مشروع نيوم بمثابة مركزًا لوجستيًا من بين ثلاث دول هم (مصر – السعودية – الأردن)، وهذا يساعد على خلق مكانة متميزة للملكة العربية السعودية وهي أن تصبح أول ميناء رقمي ومتقدم في الشرق الأوسط وحول العالم.
إلى جانب تزويد مشروع نيوم بالعديد من الخدمات اللوجستية المتنوعة منها الشحن البري والبحري والجوي وتعزيز نظام توصيل البضائع بالقطارات للحفاظ على جودتها وتوصيلها للعملاء في وقت أقل؛ مما يساعد على تعزيز مكانة المملكة في التجارة العالمية.
5- محطة إنتاج الغذاء بشكل مستدام
من ضمن الصناعات التي يهدف مشروع نيوم الدخول بها هي الزراعة العمودية والمائية لتوفيز الغذاء للملكة العربية السعودية بشكل مستدام وتصدير الفائض إلى الخارج.
ظهر هذه الفكر بصورة واضحة عند دخول شركة ” أراسكو” العربية للخدمات الزراعية وشركة “كارجيل” بهدف توسيع القطاع الزراعي المائي في السعودية.
كما صرح المتحدث الرسمي لكل شركة في بيانه الأخير عن تطوير وتوسيع النظام الاستزراع المائي المستخدم على أحدث التقنيات التكنولوجية التي وصل إليها العالم حتى يومنا هذا؛ لإنتاج غذاء صحي ونظيف و كامل العناصر الغذائية مع مراعاة عامل الوقت في آن واحد.
6- وضع معايير جديدة لصحة المجتمع وحماية البيئة
يسعى مشروع نيوم إلى توفير نظام رعاية صحية عالمي المستوى يُتيح للجميع الحصول على أفضل الخدمات الطبية، حيث يركز نيوم على تعزيز الصحة العامة من خلال نشر ثقافة الرياضة والغذاء الصحي.
كما يُولي نيوم اهتمامًا كبيرًا بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية بواسطة استخدام الطاقة المتجددة، ممّا يُساهم في تحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل.
7- خلق فرصة عمل جديدة ومتنوعة للسعوديين
يركز مشروع نيوم على استهداف وتنمية 14 قطاع استثماري في السعودية منها الطاقة والمياه، النقل، التقنيات الحيوية، الغذاء، العلوم التقنية والرقمية، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج الإعلامي، الترفيه.
مع حجم الصناعات المختلفة الدخيلة في مشروع نيوم، فمن المتوقع أن يوفر أكثر من 400 ألف فرصة عمل في السعودية؛ مما يساعد على توظيف المواطنين السعودية وانعدام نسبة البطالة في السعودية.
إلى جانب تعزيز الناتج المحلي للفرد الواحد وخلق وظائف جديدة بمرتبات عالية في المملكة العربية السعودية، حيث يصل النشاط الاقتصادي في مشروع نيوم لأكثر من 45 ألف مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
8- تعزيز وتطوير الاقتصاد السعودي
من المتوقع أن يصل العائد المالي من الصناعات الاستثمارية المختلفة إلى 100 مليار دولار أمريكي للعام الواحد بدايةً من 2030، وهذا يعني على تحويل المملكة العربية السعودية إلى شعلة قوة استثمارية في العالم بأكمله، بعيدة كل البعد عن الصناعات النفطية الذي كان معتمد عليها اقتصادها من قبل.
9- إنتاج الطاقة المتجددة وتصدير فائضها
يعتمد مشروع نيوم على نوعين من الطاقة بصفة أساسية وهم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الضخمة، فيساعد كلًا منها على توليد الطاقة بكمية أكثر من الذي يحتاج إليها مشروع نيوم.
من المؤكد أن تقوم المملكة العربية السعودية بالاستفادة من فائض تلك الطاقات وتصديرها للخارج؛ مما يساعد أيضًا على تغطية احتياجات المملكة من الطاقة وتعزيز اقتصادها دون الاعتماد على النفط أو السولار كما كان من قبل.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من أهداف مشروع نيوم فهو يعد تحول جذري في اقتصاد ومكانة المملكة بداية من إتمام في 2025، لذلك، نستطيع التنبؤ من قدرة المملكة على دفع نمو وازدهار الأجيال القادمة وتوفير حياة هنية للمواطنين والمقيمين داخل أراضيها.
أسباب تسمية المشروع بـ نيوم
يُعود سبب تسمية مشروع نيوم NEOM إلى الاختصار المكوّن من أول ثلاث حروف في اللغة اللاتينية NEO، المعناة بـ”الجديد”، بينما يُمثل الحرف M اختصارًا لكلمة ترمز لـ”المستقبل العربي”.
السمة المميزة لهذا المشروع الأخاذ تكمن في امتداده عبر ثلاث دول؛ إذ يجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.
مع ذلك، فهناك جماهير غفلت عن طبيعة مشروع نيوم وأهميته؛ مما يُثير الاستفسارات حول الفائدة التي من الممكن أن تعود على الشعوب العربية من هذا المشروع التكنولوجي الجديد، سنكون عنصرًا في الكشف عن كافة هذه الجوانب اليوم.
أين يقع مشروع نيوم
يتواجد مشروع نيوم في شمال غرب المملكة العربية السعودية، داخل منطقة تبوك، حيث يمتد على طول سواحل البحر الأحمر لمسافة تصل إلى 460 كيلومتر مربع، بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 26 ألف كيلومتر مربع.
يحاط المشروع بأراضٍ تجاور الحدود المصرية والأردنية، بحيث يكون محاطًا شمالًا وغربًا بخليج العقبة الأردني وبمياه البحر الأحمر، كما يتجاور جزيرة سيناء المصرية، تتمتع منطقة نيوم بموقع استراتيجي متميز.
إذ إنها قريبة من كافة الأسواق العالمية، بالإضافة إلى كون خارطتها تجسد منطقة استراتيجية تُربط بين ثلاث دول عربية (السعودية، مصر، الأردن) على مسارات التجارة العالمية.
هذا الموقع النادر، الواقع بين ثلاث دول رئيسية، على الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية، محاط بجبال ترتفع أكثر من 2500 مترًا فوق سطح البحر.
حيث تم اختياره ليكون موقع مدينة نيوم بناءً على أهمية موقعه الاستراتيجي، يبعد 40% من سكان العالم حوالي 4 ساعات بالطائرة عن هذا الموقع لكونه نقطة استراتيجية، مما يجعل من نيوم مكانًا مثاليًا للتبادل الثقافي والتجاري والعلمي.
متى تم تأسيس مشروع نيوم
تم بناء مؤسسة مشروع نيوم السعودي المتقدم في يوم الثلاثاء، الرابع من شهر صفر عام 1439هـ، والموافق 24 أكتوبر 2017م، بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، ضمن إطار فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار الذي استضافته مدينة الرياض، تعني كلمة “نيوم” باللاتينية “الجديد والمتقدم”، وتعكس الغاية الرئيسية لهذا المشروع الضخم.
بالتأكيد، سيرتفع مستوى الاستثمارات في مختلف القطاعات بالمدينة بسبب هذا التمويل الضخم البالغ 500 مليار دولار من المملكة العربية السعودية وصندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى المستثمرين المحليين والدوليين.
شاهد أيضًا: أسرار العمل في المشروعات الرابحة
مميزات مشروع نيوم
تعتمد المدينة بشكل كبير على القطاعات الاستثمارية المتعددة التي تسهم في تنمية الاقتصاد وتضمن مستقبل واعد ومبهر لها، وفيما يلي أهم هذه القطاعات:
- الطاقة: يهدف مشروع نيوم إلى تأمين مصادر طاقة نظيفة وبتكلفة منخفضة للمدينة، مثل أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تطوير مصادر طاقة جديدة من المياه والغاز والنفط والطحالب.
- التنقل: يتضمن المشروع الموانئ البحرية، والمطارات، ووسائل النقل الذاتي مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار.
- الماء: تعتمد المدينة على موارد مائية تحافظ على توفير المياه الكافية، وتعمل على تطوير تقنيات تحلية المياه وتخزينها.
- الغذاء: يعتمد نظام الغذاء في مشروع نيوم على تقنيات حديثة تدعم المشاريع الزراعية بما في ذلك “المزارع الرأسية” التي تعتمد على الطاقة الشمسية.
- السياحة: تولي مدينة نيوم اهتمامًا كبيرًا لتطوير السياحة عن طريق تعزيز المرافق الرياضية الحديثة لضمان تجربة رياضية ممتازة وتنظيم فعاليات رياضية دولية تعزز من جاذبية المدينة.
تبرز أهمية مشروع نيوم كركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز اقتصاد المعرفة في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل نيوم رمزًا للتطور والابتكار، وهو مشروع يشق طريقه نحو بناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.